U3F1ZWV6ZTU1NzEyMjUxMjIxODg1X0ZyZWUzNTE0ODEwNTU1NzIzOQ==

حزب العمال الكردستاني - شوكة بخاصرة الحكومات

حزب العمال الكردستاني PKK عبدالله أوجلان

سعد الصبر

كما كان الأمر دوماً‏ الحرب السورية أكثر الحروب تعقيداً في الشرق الأوسط دعونا نتعرف على أحد الأحزاب الكردية التي انخرطت بالحرب السورية، وغالبيتهم من الأجانب الأتراك ، كما هو الحال مع التنظيمات الريدبكالبه كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، الذين يجندون شباباً أجانب من جميع الجميع الدول.


ليس هناك حزب سياسي على مستوى العالم حظي باختلاف بين مؤيد ومعارض لهذا الحزب يراه البعض حركه مسلحة وصل الحد لتصنيفها كمنظمه إرهابية والبعض الآخر يراه حركه قوميه لقيام دولة كردية مستقلة.

تأسيس حزب العمال الكردستاني PKK

في السابع والعشرين من نوفمبر عام 1978 تأسس حزب العمال الكردستاني والمعروف اختصاراً PKK على يد مجموعة من الطلاب الماركسيين غير المؤثرين في الساحة السياسية الكردية آنذاك بينهم عبد الله اوجلان الذي اختير رئيسًا للحزب لكن الحزب أخذ في التنامي في الطريق المسلح إلى أن وصل عدد عناصر الحزب في التسعينيات 10,000 مقاتل.


لماذا تأسس حزب العمال الكردستاني

كان العمال الكردستاني منذ نشأته في آواخر السبعينيات من القرن شوكه في خاصره الحكومات التركية المتعاقبة والذي استعملهم الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد للضغط على تركيا، وتم تدريبهم في معسكرات حزب الله الإرهابي.

يتبنى الحزب التوجه الماركسي اللينيني، ومن أهدافه الجوهرية التي أعلن عنها في البداية "إنشاء دولة كردستان الكبرى المستقلة".

من هو قائد حزب العمال ؟

يقود حزب العمال الكردستاني "عبدالله أوجلان" والمعروف بـ ( القائد آبو ) وهو مؤسس الحركة الانفصالية الماركسية اللينينية في جنوب تركيا، اتبعتها مجموعة من اليساريين المتشددين.

هدف عبدالله أوجلان

كان هدف عبدالله أوجلان إقامة دولة مستقلة للأكراد، كخطوة لتحقيق حلم ما يسمى بكردستان الكبرى على الأراضي الحدودية بين سوريا والعراق وإيران وتركيا، إما بالحل السياسي وإنا بالعنف، تحول فيما بعد لقائد الحركة مسلحة متمردة تنشط جنوب تركيا.

أين تدرب عبدالله أوجلان ؟

بدأ أوجلان أول معسكراته في وادي البقاع في لبنان ، تحت أعين الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد، لتبدأ بعدها حرب دامت أكثر من أربعين عاماً.

بعض أقوال عبدالله أوجلان

في شريط مصور بث أثناء عمليات التدريب قال عبدالله أوجلان :

  • يمكن استخدام قوة الشعب الكردي التي وجدناها تحت سلطة واحدة في مختلف الأماكن بطريقة خطيرة جداً.
  • يمكن استخدام الشعب الكردي ضد الأتراك ، ويمكن أن نستخدمهم ضد الأكراد أنفسهم يقصد بذلك عائلة البرزاني وطالباني

طرد عبدالله أوجلان من سوريا

في عام 1998 بعد محادثات بين دمشق وأنقرة  بعد أن هددت أنقرة بغزو الأراضي السورية بذريعة دعم الأسد الأب للتنظيم، وإيواء زعيمه عبد الله أوجلان.


 وفي ذلك الوقت  نفى حافظ الأسد أن يكون أوجلان في سورية، لكنه منذ أن غادر تركيا في عام 1980، لجأ إلى سورية. انتقل حينها إلى جبل قنديل شمالي العراق، ليتخذ منه معقلاً لتنظيمه الإرهابي، ولاتزال قيادات التنظيم تقبع فيه حتى اليوم.

اعتقال عبدالله أوجلان

في عام 1999 بعد انتقاله إلى جبل قنديل بعام واحد تلقى التنظيم ضربة قوية، بعد قبض القوات الخاصة التركية على "أوجلان" في كينيا وجلبه إلى تركيا، وحكم عليه بالمؤبد. 

وقالت صحيفة نيويورك تايمز بعد أيام قليلة من اعتقال أوجلان في العاصمة الكينية نيروبي في 15 فبراير/شباط 1999، إن الضغط الدبلوماسي والأمني الذي مارسته واشنطن لمدة 4 أشهر مكنت في النهاية تركيا من إعتقال أوجلان.

بل إن رئيس أركان الجيش التركي السابق إيلكر باشبوغ قال إن الولايات المتحدة سلمت عمليا تركيا أوجلان وذلك بهدف تحييده والسيطرة على الحزب حسب رأيه.

الحروب التي خاضها حزب العمال الكردستاني PKK

بدأ التنظيم هجوماً شرساً على المدنيين الأتراك ، قتل حينها عدد كبير من الجنود الأتراك كم أحرق الكثير من القرى في جنوب تركيا ، كذلك لم يسلم من بطشهم الأطفال والنساء.

إدراج حزب العمال الكردستاني على قوائم الإرهاب

أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية حزب العمال الكردستاني PKK على قوائم الإرهاب، كذلك تركيا وإيران وسوريا وأستراليا ومجموعة من الدول العربية. في المقابل اعتبر زعيم حزب العمال الكردستاني في مقابلة أن السبب الوحيد وضع اسم المنظمة على قائمة المنظمات الإرهابية هي المصالح الاقتصادية والسياسية لتركيا مع الدول الغربية.


الأحزاب الكردية التي تتبع لحزب العمال الكردستاني PKK

ظهرت على الساحة تنظيمات ريديكالية تتبع نفس الأيديولوجية كتنظيم حزب الإتحاد الديمقراطي PYD وحزب وحدات حماية الشعب YPG ، ووحدات حماية المرأة YPJ في سوريا ، حزب الحياة الحرة الكردستاني PJAK في إيران ، وحزب الحل الديمقراطي الكردي PCDK في العراق.

تندرج هذه التنظيمات تحت اتحاد يعرف بـ "اتحاد مجتمعات كردستان" والذي يضم تنظيمات انفصال يعتبر بعضها وجهاً آخر لعملة واحدة.

وفي سؤالٍ لسيناتور أمريكي يدعى "ليندسي غراهام" لوزير الدفاع الأمريكي السابق "آش كارتر" عندما سأله عن حماية وحدات الشعب الكردي وهل هي ذراع مسلح لحزب PYD, وهل يتبعون لتنظيم حزب العمال الكردستاني PKK أجاب: نعم هم كذلك وهم إرهابيين ليس فقط بالنسبة للحكومة التركية فقط ، بل أيضاً لدينا فهذا الحزب هو حزب إرهابي.


عملت الدولة التركية لتوقيع إتفاقية سلام مع أوجلان نفسه، في محاولة للتوصل إلى حل لإن المشهد بعد الإتفاقية سيتغير تماماً.

خرق حزب العمال الكردستاني اتفاقية وقف إطلاق النار منذ عام 2012، ليعلن وقتها ماسكته بحرب ثورية عامة.

أعلن وقتها حزب العمال منطقة حكم ذاتي في 16 منطقة جنوب شرقي تركيا، لتتحصن عناصر في تلك المناطق.


حينها أطلقت الدولة التركية عملية عسكرية ضد حزب العمال لتستعيد جميع المناطق التي سيطر عليها حزب العمال.

إلا أن الذراع المسلح لحزب الإتحاد الديمقراطي سيطر على عدة مناطق حدودية، في محاولة منه للوصول للبحر المتوسط لتحقيق حلمه في تكوين كيانه الانفصالي.

ليحتل أجزاء واسعة من محافظات الحسكة والرقة ودير الزور ومناطق حدودية مثل القامشلي ورأس العين وتل أبيض وكوباني / عين العرب ومنبج وعفرين.

ليكون بذلك مسيطراً على قرا ثلث مساحة سوريا، ويخلق ممراً إرهابياً على الشريط الحدودي مع تركيا، يمول العمليات في بميزانية وصلت إلى 50 مليار دولار.

من يمول تنظيم PKK بالأموال ؟

أدرجت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية أسماء قادة في تنظيم PKK وهم :

  1. جميل بايق
  2. دوران قالقان

وذلك على قائمة تجار المخدرات دولياً ونشر اليوروبول أن تنظيم PKK هو الموزع الأساسي للهيروين في أنحاء أوروبا.

لم يكن هذا فحسب ما يزعج الحكومة التركية ، إذ يتلقى تنظيم YPG دعماً مباشراً من الولايات المتحدة الأمريكية حليف تركيا في حلف الناتو، لهذا السبب دفعت الولايات المتحدة الأمريكية في اتجاه تغيير اسم التنظيم من جديد ليقوموا بتسمية أنفسهم قوات سوريا الديمقراطية SDF اختصارا (قسد).

لكن ماذا بعد تغيير اسمهم هل جلبوا الديمقراطية لسكان المناطق ؟

منذ وقوع بعض المدن في شمال سوريا تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية YPG قتل الكثير من السوريين على يد التنظيم وتحت التعذيب منهم ناشطين صحفيين ومدنيين.

اتهمت صحف ومنظمات حقوقية قوات سوريا الديمقراطية بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في كل من الحسكة والرقة كـ تجنيد الأطفال والسعي إلى تطهير عرقي وتغيير ديمغرافي في شمال سوريا.


على الرغم من ذلك، لم تدعم الولايات المتحدة التنظيم فقط ، بل دربت بعض الدول الأوروبية عناصر YPG من بينها ألمانيا وفرنسا، على الرغم من إعلانها PKK تنظيماً إرهابياً. 

تعتبر تركيا أن تنظيم حزب العمال الكردستاني مسؤول عن قتل 40000 أربعون ألف ضحية في تركيا نتيجة الهجمات الإرهابية التي استمرت نحو 40 عاماً. 

واذا استمر التنظيم في تلقي الدعم ان يكون الأتراك وحدهم المتضررين، بل سيتضرر الشعب السوري بكافة مكوناته عرباً وكرداً وتركماناً وسريان.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق