U3F1ZWV6ZTU1NzEyMjUxMjIxODg1X0ZyZWUzNTE0ODEwNTU1NzIzOQ==

أمجد يوسف | السيرة الذاتية لسفاح مجزرة حي التضامن في دمشق

أمجد يوسف مرتكب مجزرة حي التضامن


الصحفي : سعد الصبر

يوماً بعد آخر تتكشف خيوط الجريمة وتفاصيلها، بعد أن ظن المجرم أن مذبحته انتهت بقتل ضحاياه ورميهم في حفرته. بعد أن قهقه مستهزئاً على دوي سقوطهم، وهو يركلهم إلى حتفهم الأخير واحداً تلو الآخر. 

وزيادة في الشيطانية أحرقهم ثم ردم الحفرة، معلناً انتصاره الساحق بالثأر لشقيقه الأصغر. 

فضحت الغارديان الجريمة المروعة لـ مجزرة حي التضامن في دمشق، ليشاهد العالم جميعه شناعة المجزرة وقذارة السفاح، لكن مجلة نيو لاينز الأمريكية حملت على عاتقها كشف السيرة الذاتية للمجرم أمجد يوسف، بعد إقناعه بإجراء لقاءات عبر فيسبوك، لغرض إعداد أكاديمي حول سياق النزاع المسلح في سوريا، لم تكن المفاجأة بقبوله الحديث عن جرائمه بالصوت والصورة. 

بل إصراره على الفخر بارتكاب مذابح شتى بحسب المعلومات التي أدلى بها الجلاد للمجلة الأمريكية، خلال سلسلة لقاءات استمرت لمدة 6 أشهر منذ أذار مارس 2021. 

فإن أمجد يوسف من مواليد 1986 بقرية نبع الطيب الواقعة في منطقة سهل الغاب بريف حماة، وهو الابن الأكبر لأسرة مكونة من 10 إخوة وأخوات. 

وفي ظل الحياة في قرية يعمل معظم سكانها في حقول التبغ، كانت أحلام أمجد تتشبع بدموية أكتسبها من والده الذي تقاعد من جيش نظام بشار الأسد، ليكون أحد شيوخ الطائفة العلوية مع بقاء ارتباطه بالأفرع الأمنية.

 ورغبة في تحرر الولد من قيد أبيه شيخ الطائفة التحق عام 2004 بمدرسة المخابرات العسكرية، الواقعة في منطقة ميسلون في ضاحية الديماس بدمشق. 

أمضى فيها تسعة أشهر من التدريب المكثف، وبعد سلسلة من الترقيات العسكرية، نال الجزار رتبة صف ضابط محقق، سنة 2011، حيث بات يعمل لساعات دوام مكتبي في فرع المنطقة أو فرح كفرسوسة داخل العاصمة دمشق. 

مع انطلاق الثورة السورية تغيرت مهمة مصاص الدماء، ليعين في قسم العمليات كضابط مسؤول عن أمن خطوط الجبهة الجنوبية لضاحية دمشق. 

وتحديداً منطقتي مخيم اليرموك وحي التضامن بين عامي 2011 و 2021، حيث ارتكب أبشع المجازر من بينها ما جرى في حي التضامن، المجزرة التي نفذها في أبريل نيسان سنة 2013، ففي ذات العام وتحديداً الأول من يناير كانون الثاني ازدادت وحشية القاتل أضعافاً مضاعفة ثأراً لشقيقه الأصغر "نعيم" ، الذي قتل أثناء الخدمة العسكرية في جيش بشار الأسد. 

يعلق المجرم على مقتل توأمه في الإجرام بقوله : "لقد انتقمت أنا لا أكذب عليك .. لقد انتقمت.. قتلت كثيراً، قتلت الكثيرين ولا أعرف عدد الأشخاص الذين قتلتهم.. وأنا فخور بما فعلت". 

عند الفخر بسفك دماء مئات الأبرياء تنتهي السيرة الذاتية لجزار واحد من المجموعة التي نفذت مذبحة التضامن. 

لكن السؤال الذي تبدو إجابته مرعبة للغاية، إن كان أمجد الحالم برتبة رائد في الجيش العربي السوري، اعترف بقتل المئات لوحده فكم تبلغ أعداد الضحايا التي سفكت دماؤها وقدمت على يد مئات الآلاف من القتلة؟ وذلك قرباناً لنظام أشبع عبيده حقداً طيلة 11 عاماً. ليكمل الجلادون حياتهم طبيعية دون أن يرف لهم جفن، أو تلاحقهم أشباح ضحاياهم في المنام، متصالحين مع أنفسهم حد الإشباع. 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق