في غياب الحلول قد تستخدم بعض الدول العصا الغليظة لتحقيق أمنها إن فشلت التفاهمات السياسية. يزداد الصراع يوماً بعد يوم بين الجيش الوطني وقوات سوريا الديقراطية ، من أجل تثبيت نقاط كل منهما، حيث تستهدف القوات التركية بالإشتراك مع الفيلق الأول في الجيش الوطني قصف متكرر يستهدف نقاط تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في قرى صيدا ومعلق وكازية عاصم وقرية الجديدة والهوشان والخالدية الواقعات على الطريق الدولي M4.
في الجهة المقابلة قسد لاتحرك ساكنًا ، حيث يستمر استهدافها بشكل شبه يومي من قبل المدفعية التركية موقعةً الكثير من الضحايا في صفوفهم، وذلك بإستهدافهم بشكل مباشر من القاعدة التركية المتمركزة في قرى الطماميح وغرب معلق وصيدا، فهل تستعد حقاً تركيا لبدء معركة عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية في عين عيسى وريفها؟
العملية العسكرية المحتملة على عين عيسى
بشأن هذا الحديث إلتقت شبكة عين عيسى بلس بمسؤول في فيلق الشام وقائد في لواء القادسية التابع للفيلق الأول في الجيش الوطني السوري والذي رفض الكشف عن اسمه بسبب الظروف الأمنية في المنطقة، وهو المسؤول الأول لعدد من النقاط العسكرية المطلة على الطريق الدولي M4.
قمنا بسؤاله عن الكثير من القضايا المهمة في المنطقة كان أهمها :
أهمية عين عيسى بالنسبة لتركيا والجيش الوطني ؟
تعد مدينة مهمة لكل أطراف الصراع في المنطقة لموقعها ولرمزيتها، وهو ماتسعى له تركيا لحرمانية قسد من هذه الرمزية،إذا أنها حولت المدينة لقلعة محصنة ومدينة أشباح بسبب كثرة الأنفاق التي حفرتها، والدشم الترابية التي تحيط بالمدينة من كافة الجوانب، فكل منزل في المدينة يوجد تحته نفق، بحسب ماصرح به القيادي في الجيش الوطني.
هل هناك تفاهمات وضوء أخضر أمريكي بشأن عين عيسى ؟
وبالسؤال عن التفاهمات السياسية قال الفيادي أنه لايعلم إذ أعطت واشنطن الضوء الأخضر لتركيا أم لا ، فهم لايعلمون عن الأمور التي تجري في الغرف المظلمة.
وبالحديث عن العملية العسكرية المحتملة صرح القيادي في هيئة ثائرون للتحرير ، أن المعركة قادمة لامحالة وهي قريبة، لكن لايوجد شيء حتى اللحظة على أرض الواقع.
فلا وجود لحشود عسكرية ولا لأوامر من وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة أو وزارة الدفاع التركية.
ولكن تركيا مستاءة بشكل كبير من البلبلة التي تفعلها قوات سوريا الديمقراطية في مناطق نبع السلام، فمساء أمس قد فككت الجهات الأمنية في تل أبيض لغم مضاد للدروع في حارة الليل.
وهناك عمليات اغتيال تتكرر بشكل مستمر مما يخلق نوع من البلبلة في مناطق نبع السلام.
وأكد القيادي : أن المسؤول الأول لعمليات الإغتيال هي قسد ، فعمليات التفخيخ تتم في الفوج 93 في مدينة عين عيسى.
حيث يوجد هناك مصانع لتصنيع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي يتم إرسالها إلى مناطق الجيش الوطني.
كيف يرى الجيش الوطني معركة السيطرة على عين عيسى؟
قال القيادي : من مصلحة الجيش الوطني السيطرة على المدينة بشكل سريع، وإذا تمت السيطرة على المدينة تعتبر قسد قد خسرت غالبية الريف الشمالي للرقة، فالمدينة هي الموقع الاستراتيجي الوحيد في ريف الرقة الشمالي، بالفعل كما حصل مع تنظيم داعش عندما خسر المدينة فإنه خسر وقتها الريف الشمالي بالكامل.
ففي الوقت الحالي تسعى تركيا لتدمير البنية التحتية لقوات قسد من خلال إغتيال القادة البارزين جراء الغارات الجوية التي تشنها المسيرات التركية، وذلك بالطبع لايزعج الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
ماهو مصير أهالي عين عيسى في حال السيطرة على عين عيسى؟
أكد القيادي في هيئة ثائرون للتحرير لشبكة عين عيسى بلس، أن الجيش الوطني هو من يحمي المدنيين في المناطق الآمنة، ولن يتم التعدي على أي مدني من المدينة في حال تمت السيطرة عليها في القريب.
وبالسؤال عن مصير المجنديين بشكل إجباري والمتطوعون في صفوف قسد أجاب : أن هذا الأمر يخص القضاء العسكري بالدرجة الأولى فالمجند بشكل إجباري يتم إخلاء سبيله بشكل مباشر دون التعرض له من قبل عناصر الجيش الوطني ، أما المتطوع له إجراءات حسب ما تنظر فيه المحكمة، وسيتم محاكمته وفق القانون السوري، فهم متطوعون بمليشيات غير سوريا تحاول الإنفصال عن وحدة الأراضي السورية وتشكيل كيان ودولة مستقلة.
ماهي نقاط تمركز عناصر قسد في مكيط عين عيسى ؟
من الصعب تحديد كافة الأماكن العسكرية بسبب كثرة الدشم والسواتر، فقسد تقوم ببناء نقاط فارغة على الطريق الدولي M4, وأبرز تجمعات قوات قسد تكمن في ، استراحة النخيل وكازية عاصم خيارة وصوامع عين عيسى وصوامع المشيرفة وعدد من منازل المدنيين التي تقع في الطرف الشمالي لمدينة عين عيسى.
ماهي ردود الفعل الروسية في حال شنت تركيا معركة على عين عيسى؟
أما بالنسبة للردود الروسية ، روسيا لن تكون هناك عملية عسكرية تركية على عين عيسى ، بدون التفاهم مع روسيا الإتحادية.
فهناك قاعدة عسكرية كبيرة تقع في الطرف الشرقي للمدينة، تشعى تركبة جاهدة من خلال اتفاق سوتشي أخذ الموافق الروسية على السيطرة على عين عيسى والتي تعتبر خط المواجهة الأول مع قسد.
وقد صرح قيادي في الفيلق الثالث العامل في ريف تل أبيض الغربي منذ يومين ، أن العملية العسكرية ربىا تكون في حين غرة، وأن السكوت الذي يتبعه الجيش الوطني والتركي هو كما يقال عنه (السكوت قبل الطرفان).
التطورات الميدانية في عين عيسى
ربما نرى تصعيداً عسكرياً من الجانب التركي بإتجاه عين عيسى التي تعتبر ورقة هامة على طاولة التفاهمات السياسية، يأتي ذلك مع اشتداد الضغوط التركية على قولت سوريا الديمقراطية.
حيث تعتبر قسد أن هناك تفاهمات دولية بين تركيا وواشنطن، تدور في الإجتماعات بين البلدين، خصوصاً بعد الإنسحاب الأمريكي الكبير من المنطقة.
فهناك عملية تصفية تقوم بها المسيرات التركية بحق قيادات بارزة تابعة لـ حزب العمال الكردستاني PKK، والتي تأخذ الأوامر من قنديل.
فالمسيرات التركية تكاد لاتغادر سماء المنطقة بحثاً عن القيادات غير السورية.
وأنت ماذا ترى في المعركة التي ستشنها تركيا على عين عيسى هل هي قريبة أم هذه حرب نفسية وضغط تلعبه تركيا ضد قوات سوريا الديمقراطية ؟
إرسال تعليق