تطبيق اتفاق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية، الذي تم توقيعه في 10 مارس 2025 بين الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، يعتمد على عدة عوامل رئيسية تشمل التنسيق اللوجستي، الإرادة السياسية، الدعم الدولي، والتحديات الميدانية. بناءً على النص الرسمي للاتفاق والتحليلات المتاحة حتى الآن، يمكن توقع سيناريوهات تطبيقه كالتالي:
1. الإطار الزمني واللجان التنفيذية
- الاتفاق ينص على أن اللجان التنفيذية ستعمل على تطبيق البنود بحيث لا تتجاوز نهاية عام 2025. هذا يعني أن الفترة المتبقية (من الآن وحتى ديسمبر 2025) ستشهد تشكيل لجان مشتركة بين الحكومة السورية وقسد للإشراف على عملية الدمج.
- هذه اللجان ستتولى مهام مثل جرد الأسلحة، تحديد الهيكلية العسكرية للقوات المدمجة، وتوزيع المهام بين الأفراد، بالإضافة إلى حسم مصير المقاتلين (دمج بعضهم أو تسريح آخرين للعمل المدني).
2.دمج المؤسسات العسكرية والمدنية
- العسكرية:قسد، التي تضم عشرات الآلاف من المقاتلين (تقديرات تتراوح بين 20-100 ألف)، ستواجه تحديًا لوجستيًا كبيرًا في دمج قواتها تحت مظلة وزارة الدفاع السورية. الاتفاق يشترط دمج جميع المؤسسات العسكرية في شمال شرق سوريا، مما يعني تفكيك الهيكلية المستقلة لقسد وإعادة توزيع مقاتليها ضمن الجيش السوري. قد يتم الاستفادة من خبراتهم، خاصة أنهم تلقوا تدريبات من الولايات المتحدة ولديهم أسلحة متطورة.
- المدنية:تشمل العملية تسليم المعابر الحدودية، المطارات، وحقول النفط والغاز (مثل حقل رميلان والعمر) إلى إدارة الدولة. هذا قد يبدأ بإرسال قوافل من وزارة الدفاع إلى مناطق مثل الحسكة لاستلام السجون والمواقع الاستراتيجية، كما ذكرت بعض المصادر.
3. وقف إطلاق النار والاستقرار
- الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية، وهو شرط أساسي لنجاح التطبيق. إذا تم احترامه، فسيوفر بيئة مستقرة لنقل السلطة. لكن أي تصعيد (مثل هجمات من فصائل مدعومة تركيًا أو فلول نظام الأسد) قد يعرقل العملية.
- في المقابل، قد تستغل الحكومة السورية هذا الاستقرار لتعزيز سيطرتها على المناطق الشرقية وتسريع عودة المهجرين، وهي نقطة أخرى في الاتفاق.
4. التحديات المحتملة
- الموقف الأمريكي: قسد كانت مدعومة من الولايات المتحدة، وأي انسحاب أمريكي أو تغيير في السياسة قد يؤثر على التزام قسد بالاتفاق. حتى الآن، لا يوجد دليل قاطع على موقف واشنطن من الاتفاق.
- الطموحات الكردية: رغم الاتفاق، أبدت قسد عبر ذراعها السياسي (مسد) رغبتها في نظام لا مركزي، مما يتعارض مع رؤية الحكومة لدولة مركزية موحدة. هذا الخلاف قد يجعل الاتفاق "حبرًا على ورق" إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط.
- التدخلات الخارجية: تركيا، التي تعارض وجود قسد بسبب ارتباطها بوحدات حماية الشعب (YPG)، قد تضغط على الفصائل المدعومة منها لتعطيل التنفيذ، خاصة في مناطق مثل منبج أو عين العرب.
5. السيناريوهات المتوقعة
- نجاح جزئي:قد ينجح الشق الاقتصادي (تسليم النفط والمعابر) بسرعة لأهميته للحكومة، بينما يتأخر الدمج العسكري بسبب تعقيدات لوجستية وسياسية.
- تطبيق كامل: إذا التزمت الأطراف بالجدول الزمني ودعمتها قوى دولية (مثل روسيا أو الأمم المتحدة)، فقد تصبح قسد جزءًا من الجيش السوري بحلول نهاية 2025، مع ضمانات لحقوق الأكراد في المواطنة.
- فشل الاتفاق: إذا تصاعدت الخلافات حول اللامركزية أو تدخلت قوى خارجية، فقد تنهار العملية، مما يعيد التوتر إلى شمال شرق سوريا.
إرسال تعليق